الشيخ: المقصود: أن هذه القضية هي فطرة بشرية إنسانية والله سبحانه وتعالى علم هذه الفطرة أنبياءه جميعاً، ومن بقايا النبوة في العالم أن نرى بقايا الحشمة وبقايا الفضيلة، واحتقار الزنا واللواط والرذيلة وما أشبه ذلك هذا شيء يكاد يكون جمعاً عليه بين كل البشر الأسوياء في العالم. إذاً: نحن أحوج بلد, وأحوج أمة, وأحوج أناس، لا أقول: فقط أن نتمسك بالدون؛ بل أن تكون لنا الريادة والقيادة في الفضيلة، وفي جمع موكب أهل الخير، وقيادة أهل الإيمان والفضيلة في العالم كله؛ بحيث يفيء إلينا ويلتجئ إلينا كل من تحاصره الرذيلة، وكل من يهاجم في عقر داره للتخلي عن هذه القيم وهذه الأخلاق، حتى ولم لم يكن مسلماً, يجب أن تكون الجماعات الإسلامية موئلاً لمن يريد الفضيلة, ومن يريد الخير, ونموذجاً في القدوة وفي الاحتشام. عندما نقدم النموذج القوي الأمثل في عصر انحطاط وانحراف وإباحية وانحلال؛ فإننا بذلك نكسب مكاسب دعوية لا حصر لها، وهذه كما يبدو لي -والله تعالى أعلم- هي المقدمات التي تجعل هذا الدين يبلغ ما بلغ الليل والنهار بإذن الله تعالى، فكثير من الناس لم يسلموا لأنهم قرؤوا في العقيدة أو عن العقيدة، لكن المظاهر التي قد لا نأبه لها أحياناً، والتي يرونها "الروابط الأسرية" هي التي تجعل الإنسان الحائر الضائع؛ يجد أن هناك قيماً عظيمة جداً، وأنه لا يمكن أن يفرط فيها. رب كنوز لنا لا نعرف قدرها، ورب كنوز لنا دمرناها، وكثير من الناس يتكلم أن الأمة الإسلامية عندها الموارد العظمى؛ مثلاً: عندها البترول، وعندها القطن، وعندها المواقع المهمة, لكنها فرطت فيها، وهذا حق، لكن عندنا ما هو أكبر وأغلى وأعظم؛ وهو القيم الإيمانية والكنوز الإيمانية، ومع الأسف أن هناك من يفرط فيها أو يريد التفريط فيها.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع